الخميس، يونيو ٠٨، ٢٠٠٦

منعطف في حياتي


وقعت أحداث هذه القصة والتي تمثل مرحلة هامة في مشواري الدراسي عندما كنت طالبا في السنة الإعدادية بكلية الهندسة
نعم،، لقد دخلت كلية الهندسة ككثير ممن دخلوها لا أعرف شيئا عنها ولا عن أقسامها ولكن حينما دخلتها كان القسم الوحيد الذي يروق لي هو هندسة الاتصالات لا لأني أحب مواده ولا دراسته فأنا أصلا لا أعرف – حينها – شيئا عنه ولا عن غيره ولكن فقط لأن مجال تفتقر إليه الأمة الإسلامية
وكان قسم الهندسة المدنية هو أكثر قسم لا أفكر فيه مطلقا و لا أضع أي احتمال أو نسبة لأدخله بل أضجر عندما يحاول أحد أقاربي – مهندس مدني – أن يقنعني به.
مر الوقت وجاء موعد كتابة رغبات الأقسام – التنسيق- وهو يختلف عن تنسيق الثانوية في إنك تكتب رغبات قبل الامتحانات أصلا
وحينها كانت أشياء كثيرة قد تغيرت
فقد أحببت قسم الهندسة المدنية كثيرا ولم أعد استطع صرف رغبتي عنه
واستخرت
واستشرت
وقررت
أن أكتبه كرغبة أولى، وهو لا يحتاج تقديرا عاليا في السنة الإعدادية فبالتالي بمجرد نجاحي في السنة الإعدادية فاحتمالية دخولي مدني تكون 99% تقريبا
وهنا ظهر منعطف آخر على الطريق ، إذ أبت والدتي دخولي لهذا القسم وجعلتني أضع رغبات أخرى قبله حتى انتقل رغبة مدني من الأولى إلى..... السادسة
وأخذت أحاول أن أحبب إلى نفسي الأقسام التي كتبتها قبله
مرت الامتحانات
وجاءت النتيجة
وإذا بالمفاجأة
أنني حصلت على مجموع قليل وليس ذلك فحسب بل أنني نقلت للفرقة الأولى بمادتين (أكثر مادتين كنت أهتم بهما..سبحان الله)
وجــــــــــــــــاء التنسيـــــــــــــق
يعلن دخولي قسم الهندسة المدنية
فرحت فرحا شديدا
وفي السنتين التاليتين وأنا أتكلم مع أصحابي الذي دخلوا الأقسام الخمسة التي كنت قد كتبتها قبل الهندسة المدنية كنت أشعر دائما بمدى فضل الله علي على أن حفظني من دخول هذه الأقسام التي لا تناسب ميولي تماما ،، ويوما بعد يوم أشعر بمدى فضل الله سبحانه وتعالى علي أنني قد دخلت قسمي هذا ،، فبفضل الله انسجامي فيه كبير، ويوما بعد يوم أرى فعلا أن الله العليم الحكيم قد وضعني في القسم المناسب لي فعلا والذي أنهيت الفرقة الثانية منه بتقدير جيد جدا والحمد لله
والعجب العجاب أنني وأنا أتأمل وأتساءل هل كان يكفي أن أحصل على مجموع قليل لكي ابتعد عن الأقسام التي لا أحبها والتي كتبتها قبل مدني – والتي معظمها يحتاج مجموع كبير – دون أن أرسب في مادتين؟؟
تخيلوا ماذا كانت الإجابة التي توصلت لها؟؟؟؟؟؟!!!!!
لا......... لم يكن كافيا
فمن الأقسام التي كتبتها قبل مدني قسم الكهرباء وهو لا يأخذ مجموعا كبيرا
وفي يوم من الأيام قابلت أحد زملائي ممن دخلوا هذا القسم وعرفت منه أن مجموعي أكبر من مجموعه غير أنني نقلت بمادتين وهو نقل بمادة واحدة
فلولا فضل الله ثم رسوبي في المادة الثانية – والتي كنت قد ذاكرتها وأنهيت منهجها غير أني مرضت قبل امتحانها والحمد لله مرضا جعل مجرد رفع رأسي عن وسادتي يسبب لي ألما شديدا ولم أتحسن إلا صباح يوم الامتحان فلم أتقن مراجعتها – لولا ذلك لكنت في قسم فعلا لا أحبه مطلقا
وأخيرا موضوعي هذا ليس تبريرا لتقصيري أو لفشلي ولكن لنتأمل في أن أقدار الله تعالى قد تكون في مصلحتنا وإن كنا لا نرى ذلك أو بالعكس نراها مؤلمة وموجعة ومحزنة – فلم يكن ما وقع لي من تراجع في نتيجة السنة الإعدادية بالهين على نفسي ولكن....
(وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) سورة البقرة

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

السلام عليكم

تقريباً نفس الوضع حصل معايا

شلت مادتين برضه في إعدادي

ودخلت قسم كان آخر حاجة أفكر فيها

بس إكتشفت في الآخر إن فيه تخصص في القسم ده

أقرب لميولي من التخصصات التانية

وكمان التخصصات التانية حاسبات واتصالات درست أجزاء منها في دورات

من اسماء الله الحسني

الضار النافع

ومعناه أن الله يضر لينفع

والله أدري بمصلحتك منك