السبت، يونيو ١٠، ٢٠٠٦

الهلاك .. في "أعاصير العواطف"


تخيلوا معي لو أن رجلا يستخدم سكينا لقطع شيء ما وفي أثناء ذلك وقفت ذبابة على أنفه هز رأسه بلطف فعاودته مرارا،، وصل الاستفزاز به منتهاه فحاول ضربها بيده-المسلحة بالسكين- فما لبث أن سال الدم على فمه.. نعم لقد قطع أنفه
كيف نقيم هذا الرجل ؟ أكيد مخطئ ولكن خطأه ليس في كونه تضايق من الذبابة فهذا طبيعي ولكن الخطأ أنه استسلم لغضبه فلم يعطي نفسه فرصة للتفكير ولو للحظة يضع فيها السكين قبل أن "يعبر عن غيظه" من الذبابة
هذا الرجل – للأسف- موجود بكثرة بيننا هذه الأيام ،فالاندفاع خلف العواطف دون تفكير أصبح سمة من سماتنا سواء كان العاطفة غضب أو حزن أو فرح حتى، وللأسف يستخدم أعداؤنا هذه الصفة بكل مهارة..
ولنتخلص من هذه المشكلة –في وجهة نظري – نحتاج الإجابة على سؤالين قبل أن نصدر ردود أفعال على أي موقف
السؤال الأول ماذا علي أن أفعل؟ هل أتكلم أم أسكت؟ هل أضرب أم أعفو؟ هل وهل وهل؟
كانت المرة الأولى التي استشعر معنى هذا السؤال حقيقة كان عندما أشيع أن ماء النيل ملوث بأنفلونزا الطيور ، كان من حولي يكلمون أسرهم في المحمول وهناك من قام في المدرج ليقول احذروا الماء ملوث ، تحيرت ماذا علينا أن نفعل في مثل هذا الموقف نحذر أم نسكت ،ولكني وجدت الطريق واضحا في آية (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً {83})سورة النساء
فبحثت في تفسيرها فإذا هو إذا ما أشيع أمر يخص أمن الأمة واستقرارها لا ننشره ونذيعه هكذا كالببغاء بل نرده إلى أهل التخصص – حسب الحالة – ليمدونا بالرأي السديد لنتصرف على أساسه، لا نتصرف ثم نسألهم ويتضح خطأنا فنقول (معلش كنا غلطانين) وهو ما حدث مع مروجي إشاعة الماء في اليوم التالي، إذن لتعرف ماذا تفعل انظر للموقف إذا أمرا شرعيا ارجع إلى أهل العلم الشرعي وإذا أمرا يمس تخصصا آخر ارجع لأهل الخبرة فيه يدلوك فتتصرف على بصيرة ، وتحضرني قصة ذكرها أحد الدعاة توضح هذا المعنى أن امرأة مرض ولدها وارتفعت حرارته فمن شدة شفقتها عليه أخذت تسقيه ماءا كثيرا –ظنا منها أن ذلك يخفف عنه – فما كان إلا أن انفجرت الزائدة ، هي مخلصة في حبه ولكن لم تفعل الصواب ،فلم ينفع هذا الحب والإخلاص

السؤال الثاني هو من المستفيد؟ لا أظن أننا ننسى يوم 11 سبتمبر عندما هلل معظم الأمة
وصفق للحدث واعتبروه انتصارا ، إن العاطفة المكبوتة تجاه أمريكا جعلت الناس تفرح "وتتشفى" بل ومن المسلمين من نسبها للمسلمين في لحظتها دون علم أو تفكير ،ولكن في حينها لم نسأل من المستفيد.. فضلا عن أن نسأل ما الحكم الشرعي لهذه الهجمات ؟!!، ولكن الآن بعدما فكرنا متأخرا وذقنا المرار كم واحد منا لا يزال يعتبرها نصرا أو يسعد بنسبها للمسلمين؟ وعلى ذلك فقس تفجيرات طابا التي اعتبرها البعض لأول وهلة جهادا وصناعة للحياة ، وكان ذلك في منتدى إسلامي للأسف ، واعتبروا من ندد بها -من شباب مشتركين مثلهم في المنتدى- مدافعين عن الأعداء ،،، إنها العواطف العمياء
ولنسأل معا عدة أسئلة أخرى كأمثلة (اسألها لنفسك إذا ما تعرضت لاستفزاز بعدما تسأل السؤال الأول لأهله)
من المستفيد من حدوث فتنة طائفية في مصر؟
من المستفيد من حدوث فتنة في العراق؟
من المستفيد من مصادمات فتح وحماس؟
من المستفيد من حدوث تفجيرات في مختلف البلدان الإسلامية؟
من المستفيد من تدمير السفارات في المظاهرات المنددة بالرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم؟
أما السؤال الذي أظن أننا قد عرفنا إجابته جميعا في نفس اليوم
من المستفيد من إشاعة تلوث ماء النيل؟؟؟؟

هناك ٣ تعليقات:

ياء يقول...

كان فيه واحد بينظف المسدس بتاعه قام اطلق النار على قدمه

المستفيد منكل ده هم اعداء الامه

بعض الناس لا تسئل لنفسها هذه الاسئله لانها لا تهتم انها من مجموعه جعلوه فنجعل

غير معرف يقول...

السلام عليكم
دائما ما أسال هذا السؤال حين يسألني أحدهم عن حادثة في بلدنا.
من المستفيد؟
ستدهش لو علمت تفسيري لحادثة كتفجيرات طابا و شرم الشيخ.
المستفيد الأول هو الحاكم الظالم الذي من مصلحته أن يسخط الناس على المسلمين و كلمة الجهاد.
تماما كما استفاد حكام أمريكا من تفجيرات 11 سبتمبر و كما يستفيد الصهاينة من مقتل الحريري و هلم جرا..
نظرية المؤامرة تأبى الا أن تظهر بقليل من النظر في الأمور.
يارب نعرف العدو قبل الصديق.

مقالة جيدة تحياتي

Unknown يقول...

I cannto understand your langauge. What is that langauge?