الأربعاء، يونيو ٢١، ٢٠٠٦

البشمهندس..في الشغل


بسم الله الرحمن الرحيم
بداية قصة عملي باختصار:
بعد أن أنهيت امتحاني الأخير رأيت إعلانا(فرصة عمل: مطلوب طلبة من كل الأقسام(شباب فقط) للعمل بمعرض الانتربيلد بأجر مجزي) وطبعا كان من الإعلانات القليلة التي لا تجد فيها مطلوب فتيات حسنات المظهر وإنما(شباب فقط) "الدنيا لسه بخير"
ذهبت للمقابلة الشخصية في نفس اليوم، في اليوم التالي(الأربعاء) أخبروني بالموافقة وذهبت لتلقي التعليمات ويوم الخميس..بدأ العمل والحمد لله
اليوم الأول:قمنا بحمل كميات كبيرة من المجلات(البناء العربي)والموسوعات لتوصيلها لمكان التجهيز(أقصد المخزن) ومن المخزن تم توزيعنا على أماكن البيع في المعرض والحمد لله كانت مبيعاتي في أول يوم ..صفر
اليوم الثاني: نقلت إلى مكان آخر وكنت وحدي ليس معي زميل والمبيعات الحمد لله كانت معقولة بعد أن كانت ضعيفة في أول اليوم و من اللطيف إني فوجئت بالمشرف في وسط اليوم عندما ذهبت لأطلب شيئا من البضاعة يقول (أنت ربنا بيكرمك يا معتز أنا كنت جاي أغير لك "الشفت"- بمعنى أن اعمل نصف يوم فقط لضعف مبيعاتي- لكن لقيتك بتبيع فقلت أديك الفرصة) فهو عندما جاء لم أكن أعرف سبب مجيئه لكنه والحمد لله جاء وأنا أبيع
اليوم الثالث:كان أفضل الأيام مبيعا ..أشدها حرا وشمسا وسيكون لي تعليق على ذلك فيما يأتي
اليوم الرابع:قررت أخذه أجازة
اليوم الخامس:عملت نصف اليوم وبعدها غيرت ملابس العمل وتجولت سريعا في المعرض كمهندس وطبعا كان شعور مختلف عن الأيام السابقة كلها

تعليقات على ما رأيت:

أولا:للإنسان قدرة كبيرة على التعب منحه الله إياها ،فيستطيع أن يخرج من امتحانات مرهقا جدا ليلتحق بعمل شاق في نفس اليوم، ويستطيع أن يقف في الشمس يوما كاملا حتى يتغير لون جلد للأحمر أو الأسود بل قد (يتقشر) جلده ويتحمل ذلك لوجود حافز مادي كبير ، فسبحان الله فهل هناك حافز أعلى من الجنة،فلماذا لا توجد لنا نفس هذه القدرة على تحمل الطاعات والتعب في سبيل الله
ثانيا:
من أكثر الجمل التي كنا نقولها إذا اشتد الإرهاق "معلش خمس أيام ويعدوا" فأتذكر ((قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ {112} قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ {113} قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ {114} أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ {115}))المؤمنون ،،فلنتحمل هذه اليوم أو بعض يوم حتى نلقى الله وندخل الجنة برحمته وفضله وجوده

ثالثا:دافع عن طاعتك بكل شراسة خصوصا الصلاة (خليك صاحي) ،استعن بالله ورتب أمورك واستخدم كل قدراتك على التخطيط لتؤدي طاعتك في وقتها ولا تلدغ من جحر مرتين ..أرجو أن تكون هذه النقطة واضحة

رابعا:كان من المعروف أن هناك أماكن عليها إقبال وأماكن ضعيفة فكنا نهرب من هذه الأماكن الضعيفة ونحب الذهاب حتى للشمس لنبيع أكثر ،،لكن كلها أسباب والرزق بيد الله والدليل كنا نقف في مكان واحد متقابلين واحدنا يبيع ضعف الآخر ، وأيضا ذهب أحدنا لأسوأ مكان طبقا للحسابات – الزوار قليلون جدا هناك- وفي هذا اليوم تحديدا تم تغيير باب المعرض ليكون من عنده فسبحان الله عمل مبيعات تخيلية بالنسبة لهذا المكان (أنت متخيل كان شعوره أيه لما عرف إنه هيقف هناك اليوم ده في الصباح)(( وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {216}))سورة البقرة

خامسا: وأرجو ألا تعتبر هذه النقطة تعصبا للجيل ولكن جيلنا فعلا ليس كما يقال عنه، جيلنا على استعداد لأن يتعب ويبذل على الأقل من أجل مصلحة نفسه وليس كله كما يشاع عنه أنه يريد أن يحصل على كل شيء دون تعب والدليل تعالى وانظر للعارضين في المعرض – العارضين فقط وليس العارضات – كثير منهم جامعيين ومنهم من جاء قبل ينهي امتحاناته ليعملوا ويتكسبوا

سادسا: تمسك بنعمة الله عليك وأعني هنا تحديدا نعمة العقل ،ولا تعمل أبدا كالروبوت ،لا تقل إلا ما أنت مقتنع به وليس ما يملى عليك ولا يكن دافع الربح أو حسن الظهور أمام رئيسك في العمل يجعلك تتخلى عن ذلك خصوصا لو كان الأمر سيؤدي إلى غش وخداع

سابعا:صدق من قال إننا في عصر عبودية النساء بل وأسوأ من ذلك ، يؤجر أصحاب العمل معدومي ال..... امرأة أو أكثر من سوق الخناسين والذي يسمى كذبا بسوق (حرية المرأة أو حقوق المرأة) ويرسلها لتأخذ (سنفرة ودوكو) ليضعها بجوار بضاعته في المعرض أو المحل أو حتى إعلان الصحف ولو كان إعلانه عن أدوات صحية،فهل فكرت أيا من هؤلاء النساء التي يطلب منها أن تكون حسنة المظهر لينة الكلام ..ماذا تبيع بالضبط؟؟؟
ثامنا:وهي طريفة.. لم يكن كل زوار المعرض مهندسيين بل كان منهم من يريدون بناء بيت أو فيلا وجاءوا ليشاهدوا المنتجات ،،لكن أطرف ما قابلت لا هذا ولا ذاك ،قابلت رجل طيب بعد أن بدأت شرح محتوى ما أبيع وهو مرحب سألني (أنا عايز اعرف حاجة..إزاي أروح شبرا من هنا)
وعندما سألته عن تخصصه(مدني -عمارة -ميكانيكا- كهرباء..) كانت الصدمة بقوله(أنا بيطري وجاي اتمشى مش اكتر) وطبعا كل ما فعلته أن وصفت له كيف يذهب لشبرا بالمترو وكان سعيدا لأن معه اشتراك مترو
كما دخل أحدهم على زميل لي وسأل:الحاجات دي ببلاش ولا مجانا؟؟
تاسعا وأخيرا:قال لي صديق عزيز(هندسة برضه) مستنكرا:مهندس وتشتغل بياع؟؟!!فقلت له اولا أنا لسه مبقتش مهندس ،،ثانيا الشغل مش عيب

هناك نقاط أخرى لكن..(كفاية كده) حتى لا أطيل وأرجو أن يكون الموضوع قد أفاد وليس مجرد (حواديت)
وفي انتظار تعليقاتكم
ملحوظة:الصورة اللي فوق ليست لمكان عملي - بصراحة هي صورة معرض وخلاص

هناك ٤ تعليقات:

غير معرف يقول...

تمام تمام

أنا كمان اشتغلت مندوب أدوية السنة اللي فاتت

أحسن حاجة في الدنيا إن البني قادم يحس أنه يقدر ينتج ... يقدر يزود حاجة في الدنيا

احنا كلنا نعرف ازاي نصرف الفلوس لكن المفروض نتعلم إزاي نعمل فلوس

والله الموفق

غير معرف يقول...

أولا يا طالب يا مصرى أعتقد أن صديقك العزيز (هندسة برضة ) كان يقصد بإستنكاره هذا هو قله الأفادة العملية الهندسية المدنية التى أنت فى أشد الحاجة أليها وليس أعتراضا على الشغل فقط ولعلك تعلم أنه قد عمل بياع فى سوق الكانتوو ببلاش!!!!!! أذا فهو يهمة مصلحتك العلمية
والله أعلم بما فى نيته يمكن كان فى نيته اللى جه فى بالك ده
وأعتقد أن أبسط حاجة تدل على حسن نيته هو أنه يبحث عن عمل لكن بفلوس المره دة وياريت يكون (هندسة برضة) .....

غير معرف يقول...

عجبني كل الكلام بتاعك سواء عن الشغل او الكورة او السياسة
انا عموماً اكبر منك بكتير بس برضه شايفة زيك ان الجيل ده كويس بس مش لاقي التشجيع ولا الفرصة ان يظهر امكانياته الحقيقية بس الصور السيئة اللى بعض الناس بيظهروها وللأسف الناس دول اوضح كتير من الناس الكويسين اللى زيك ..
ربنا يوفقك يا باشمهندس

معتـز عبد الرحمن يقول...

جزاكم الله خيرا على التعليق
وأسألكم الدعاء بالإخلاص والتوفيق
واتمنى دوام المتابعة والنصح والتوجيه
وانتظروا المزيد دائما إن شاء الله