الخميس، ديسمبر ٢٨، ٢٠٠٦

بعد أن عدت من الكلية


أمس وبعد انتهت المحاضرة الإضافي توجهت إلي بيتي ، وصلت لمنطقتي وصلاة المغرب قائمة ، دخلت المسجد وأثناء دخولي رأيت رجلا خارجا من المسجد يحمل (خشبة غسل الميت) ، هذه الخشبة التي كثيرا ما أجد نفسي انظر إليها لا أريد رفع عيني عنها ، وحتى وأنا داخل المسجد مسرعا ظلت عيني معلقة بها وهي في يد الرجل
بعد صلاة المغرب أعلنوا وفاة السيدة فلانة وأن الجنازة بعد صلاة العشاء وأنا لا ألعم مدى جواز هذا الإعلان شرعيا ،ولكن قلت سبحان الله أقيمت صلاة المغرب وهي لم تغسل بعد ، وبعد العشاء تكون الجنازة ثم الدفن ، ما أقصرك أيتها الدنيا وما أحقرك ، لربما كانت هذه المرأة في صلاة العصر حية ترزق تتكلم وتضحك ولها من الأماني والأحلام ما لنا ، ولكن هدم الموت كل لذة وقطع كل أمل
صلينا الجنازة ثم حملت وذهب المشيعون وراءها ، رأيتها وهي تخرج من المسجد وكم رأيت من جنازات خارجة من هذا المسجد محمولة على الأكتاف تودع الأهل، تودع الديار التي تنعمت فيها، تودع الدنيا إلى اعتادت عليها، ولكن إلى أين يا ترى؟؟؟ إلى أين يا ترى؟؟
إلى أين سأذهب عندما أحمل هكذا؟؟ هل سأكون سعيدا ؟؟ هل سأكون فائزا؟؟ أم أكون نادما متحسرا؟؟
هل إلى دار خير من داري؟ أم.....
إن القلوب تعلقت بالدنيا وكأنها دار خلود، وأصبح اليقين بالموت يقين باللسان لا بالقلب والعمل
كثير منا يعمل وكأن الموت كتب على كل الخلق وهو من معه شهادة بالنجاة
إن الموت آت لا محالة وهو أقرب لأحدنا من شراك نعله
فعلينا أن نفيق قبل أن تفيقنا رعشة الموت وسكرته، عندما تصرخ فلا تستطيع، عندما ترى الطبيب واقف أمامك عاجزا إذا وجدوا وقت أصلا لإحضار الطبيب، عندما ترى أحب الناس إليك واقفون حولك كل ما يستطيعون أن يقدموه لك دموعا لن تغني عنك شيئا، تريد أن تقول لهم حتى وداعا فلا تستطيع ، تريد أن توصيهم بالدعاء لك فلا تستطيع ، تريد أن تأخذ أمك أو أباك في حضنك فلا تستطيع ، تراهم ينظرون إليك عاجزين منهارين بعد سمعوا من الطبيب الجملة الوحيدة التي يستطيع أن يقولها (المسألة مسألة وقت)
وبعدها ، بعد أن يئست من النجاة من الموت ، تبدأ في البحث عن النجاة الحقيقية ، تريد أن تقول لا إله إلا الله، ولكن يا ترى هل ستستطيع النطق بها؟؟
إن كنت جادا لا تؤجل الإجابة عن هذا السؤال لحينها لإن الخسارة هناك لا يمكن أن تعوض
بل ابدأ من الآن العمل كي تيسر على نفسك نطقها حينها،، فمن عاش علي شيء ..مات عليه
هيا بنا ، فقد أثقلنا على أنفسنا

أنا العبد

هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
سبحان الله!!!
كل نفس ذائقة الموت !
ربنا يرحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه.
جزاك الله خيراً.

معتـز عبد الرحمن يقول...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آميــــن
وجزاك خيرا مثله