الجمعة، سبتمبر ١٥، ٢٠٠٦

القطـــــــــــــــــــــــار

وصل الشابان ساهر وسعيد أخيرا إلى محطة القطار بعد مشوار طويل مرهق ، وقد أثقلتهم حقائبهم التي امتلأت من كثرة البضائع التي اشتروها في طريقهم للمحطة ، جلسا ووضعا الحقائب وآذانهم تترقب إعلان المذيع الداخلي وصول القطار ، وانطلق صوت المذيع ولكن لا ليعلن وصول القطار ولكن ليعلن تحذير هام (نرجو من جميع المسافرين الانتباه، لأسباب فنية نوجه عناية السادة المسافرين إن القطار القادم بعد دقائق لن يتوقف في المحطة بشكل تام ، بل سيمر بسرعة معقولة يستطيع كل مسافر اللحاق به بشرط أن يركض قليلا ولا يكون حاملا أمتعة كثيرة، وللأسف قد يكون هذا آخر قطار الليلة،، نشكركم وصحبتكم السلامة)
وقع الخبر كالصاعقة على الشابين وهم كل منهما بفتح حقائبه لينظر ما هي الأشياء التي يمكنه التخلص منها ، قلّب سعيد في أمتعته وأخذ يخرج منها أشياء ثقيلة ويقول( لقد كنت مغفلا، كيف حملت هذه الأشياء معي، ثقيلة جدا وليتها نافعة بل ضررها أكبر ،إنها مصائب وليست أمتعة) وفي ذلك الحين كان ساهر يقلب في حقائبه هو الآخر ويمسك بشيء تلو الآخر ويقول (نعم إنه ثقيل ،،ولكن.. ولكني أحبه لا أستطيع تركه سأحتفظ به وأنظر لغيره)
أرتفع صوت القطار قادما من بعيد ، قام سعيد مسرعا وأخذ يجري في مكانه ويلين مفاصله وعضلاته ،حتى يستطيع أن يلحق بالقطار بسهولة فهو لم يجري ولم يتحرك منذ عام تقريبا ،ونادى على ساهر (هيا يا ساهر تخلص من هذه الأحمال واستعد للركض سريعا،، الوقت ضيق)
دخل القطار ولم يتوقف بالفعل وركض سعيد المتأهب برشاقة حاملا حقيبة خفيفة جدا وقفز في القطار ،هم ساهر وأخذ يجرر حقائبه ويحاول وقد آلمه ظهره جدا ، ووصل للقطار حاول القفز بالحقائب ففشل ، ولما رأى أن آخر عربة تقترب ألقى الحقائب وحاول القفز ولكن آلام ظهره لم تسعفه ، فسقط على الأرض متألما ، لقد تأخر كثيرا ،لقد رحل القطار ،، ويا ترى هل سيأتي عليه قطار آخر
------------------------------------------------
رمضان قادم وقادم بسرعة وسيمضي بسرعة كعادته ،فلنتب توبة نصوحا لنتخفف من الذنوب التي تعيق عن الطاعة ولننزع حبها من قلوبنا،، ولنستعد بالتدريب على الطاعات ، حتى لا نسقط في الطريق ويضيع منا رمضان فنحن لا ندري هل سيأتي علينا رمضان آخر؟

قبل أن تعانق رمضان
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=948

ليست هناك تعليقات: